[size=18]تُرى لو قبضنا الله الآن فبأي قلب نلقى الله ؟ واسأل نفسك اليوم صادقاً :
قلبك معك أم عليك ؟ عندك أم عند غيرك ؟
ومن العجب أن الرجل فينا كلما لقي أخاه أو صاحبه سأله عن أولاده وعن عمله وعن أهله وعن تجارته وعن كل شيء ، لكنه لا يسأله أهم سؤال : ما حال قلبك ؟؟
ولو سُئل أحدنا هذا السؤال لاستغرب أشد الاستغراب هذا إن فهمه في الأصل فأي القلوب قلبك ؟ أم أنك لا تملك قلباً من الأساس ؟
قال ابن القيم :
" اطلب قلبك في ثلاثة مواطن : عند سماع القرآن ، وفي مجالس الذكر ، وفي أوقات الخلوة فإن لم تجده ، فسل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك "
فالحياة حياة القلب ، والموت موت القلب ، والمرض مرض القلب .
والقلوب تنقسم إلى ثلاثة :
1-القلب الحي :
ومن علاماته
إذا ذُكر الله وجل قلبه - له في كل شيء عبرة - انتفاضة الأحياء - حلو اللسان - غزير الدمع - همومه أُخروية - توحيد الخوف - غيرة الأنبياء
ويقصد بانتفاضة الأحياء :
مع أن العين مبصرة لما حولها ، لكنها لو رأت مشهداً محرماً فلن يُمكّن القلب الحي الخواطر منه بحال ، ومع أن الأذن مُصغية لكنه لو كان الحرام لارتعدت وجلا وبنت سداً منيعاً وحجاباً حاجزاً بينها وبين ما يُغضب الله .
2-القلب القاسي:
ومن علاماته :
تعطل الحواس – احتلال الدنيا بالقلب – انتكاسة الفطرة – الفرح بالخطيئة – ألعوبة الشيطان – بكاء الذليل – داء الذكر
والقسوة من تسعة :
كثرة الأكل – كثرة النوم – كثرة الكلام – كثرة المخالطة – نقض عهد الله – تعليم العلم دون استعماله – كثرة الذنوب – كثرة الضحك – أكل الحرام .
3-القلب المريض :
وهذا القلب مريض بأحد مرضين :
1-مرض الشهوات
وهي : شهوة حب الدنيا – شهوة حب الشهرة – شهوة حب الرئاسة – شهوة النساء – شهوة حب الأهل والأولاد .
2-مرض الشبهات
ومن الشبهات التشكيك في كتاب الله وبث الشيطان في القلب عدم التصديق ببعض آياته – ومنها تلبيس الشيطان على المرء في الوضوء والطهارة – ومنها التشكيك في صحة المنهج الرباني كفرضية الحجاب .
فانظر إلى أي القلوب قلبك
نسأل الله جل وعلا أن يرزقنا حياة القلب .
من كتاب بأي قلب نلقاه للدكتور خالد أبوشادي [/size]