لاهمية هذا الطريق ...
وبماأن الكل يبحث عنه~
احببت ان انقل لكم هذا الموضوع
(المصدر جريدة الرياض الخميس 30 جمادى الاخرة 1432هـ)
غموض الطريق
نجوى هاشم
تقول إحدى الاختصاصيات إنه ليس هناك غموض يكتنف الطريق إلى السعادة التي هي متاحة لمن يعرف كيفية الحصول عليها والاستمتاع بها. ولكن هل يمكن أن يعرف المرء الذي لديه رغبة قوية للحياة هذا الطريق؟
هل يستدل عليه قبل أن يكشف عن تفاصيله؟
هل بإمكانه تحديده ومن ثم يحاول أن يقصي وينتزع كل الإشارات التي تدفع إلى التوقف داخل مساراته؟
الواقع أن أهمية التفاعل مع احساس أن تكون سعيداً تختلف من شخص إلى آخر، وتتباين حدودها أيضاً، وملامحها ومع ذلك هناك من يسعى ليكون سعيداً، وهناك من تعتقد أنت ان السعادة تحتويه دائماً، أو يبدو لك ذلك أن هذا الشخص لا تشوب أيامه شوائب النكد، وهناك من تأتيه السعادة لحدوده كما تعتقد وتفسر دائماً رغم أنه دون أن تعرف أو تستوعب قد سعى إليها، وقد عرف طريقها، واستمتع بأيامها، ومع ذلك اقتصر تفكيرك على حدود أنه محظوظ ووصلته سعادته إلى حدوده لكن هل بالامكان اتباع خطوات معينة تصل من خلالها إلى السعادة؟
هل بالامكان أن تقتصر المسافات لتهنأ بسعادة اعتيادية ومستحقة؟
تستطيع ذلك كما يقول خبير نفسي اجتماعي، تستطيع ان تهنأ بسعادة بالغة إن اتبعت مساراً من عشر نقاط تقود إلى الاستمتاع بحياة سعيدة، لأن السعادة مختصرة في عشرة عناصر أساسية كما يقول الخبير النفسي!
أولها: عليك أن تعدد مزاياك، من خلال وضع قائمة بالأشياء التي تقوم بإنجازها على نحو طيب، ثم تضع قائمة أخرى بالأشخاص الذين يحظون بأهمية لديك، وسوف يتيح الاقدام على هذه الخطوة لك أن تدرك انك شخص مهم جداً.
ثانياً: استمتع بالعمل الذي تنجزه، ويمكنك في هذا السياق اجترار آخر مرة حظيت فيها بإشادة من رئيسك في العمل، أو أحد ممن تحب، نتيجة عمل قمت بانجازه على نحو طيب دون أن تنسى التفكير في مدى الفراغ الذي ستشعر به عندما تكون عاطلاً.
ثالثاً: افتح قلبك للآخرين، ويوصي الخبير النفسي بأن يحاول المرء فتح الباب لشخص آخر يحمل أمتعته، أو أن يعرض على سائق سيارة ضل طريقه مساعدته. لأن الشخص الذي يفتح قلبه حتى للغرباء يمكن أن يزيد من سعادته بصورة كبيرة.
رابعاً: تخصيص بعض الوقت للاستمتاع من خلال القيام برحلات في نهاية الأسبوع مع أفراد العائلة أو الخروج لتناول وجبة العشاء في مطعم حيث إن الاستمتاع بالنزهات يتيح للمرء وقتاً للاسترخاء وتجديد الحيوية والنشاط.
خامساً: إدراك ما هو مهم حقاً بالنسبة لك، حيث يتعين على المرء إدراك ان مجرد الحصول على الثروة، وتحقيق النجاح لا يحتل سوى مرتبة متأخرة في سلم الأشياء المهمة في حياته، وعليه أن يتذكر بعض الأيام التي غمرته السعادة فيها، ثم فقده لأعز ما لديه ليدرك أن من يحبهم من أسرته وأصدقائه يأتون في أعلى قائمة الأشياء التي تجعله يشعر بسعادة بالغة!
سادساً: ممارسة التمارين الرياضية تخلّص من الاجهاد، وتزيد الثقة في النفس وتعزز الذات، ومع ذلك ليس هناك حاجة للركض لمسافات طويلة والاكتفاء بنصف ساعة بمعدل ثلاث مرات اسبوعياً!
سابعاً: الاتصال مع الآخرين عن طريق اللمس، حيث إن المصافحة بحرارة أو التربيب على ظهورهم، أو الامساك بأيديهم اثناء الحديث معهم، يُشعر بأنهم أكثر قرباً من الآخرين، ويعمق صداقتهم بك!
ثامناً: النظر إلى الجانب المشرق للحياة، ويشير الخبير النفسي إلى أن الضحك من أهم عناصر جلب السعادة، مع ضرورة أن لا يدير المرء ظهره لمشاكله، حتى وهو يبحث عن اللحظات المسلية ويحاول اغتنامها!
تاسعاً: تنشيط الدماغ من خلال القراءة أو الاستماع إلى ما تحب ذلك ان أي شيء يساهم في حفز التفكير لدى المرء من شأنه ان يجعله أكثر رضا بنفسه وأكثر سعادة!
عاشراً: كن سعيداً لتوك، حيث يمكن للمرء أن يتفادى التشبث بأضرار أحزانه السابقة أو تلك التي قد يشعر بها في المستقبل، والبحث الفوري عن الجوانب التي تُشعر بالسعادة!
أخيراً وبعيداً عن سياق العشر نصائح التي قد تفتح الباب للسعادة حاول أن تنام دون أن تفكر في هموم الغد، أو تشغل بالك بأحدهم، حاول أن تمسح كوارث نهارك لتنطلق إلى نهار آخر أفضل، حاول أن تقرأ كل ليلة آيات من القرآن الكريم وأدعية الصباح، والمساء، حاول أن تساعد أحداً يوشك على الغرق ستكتشف أن الطريق إلى السعادة تفتحها أنت بأبسط الأمور، وأنها مُتاحة لحظة شئت فقط تحتاج إلى أن تكون أنت، وأن تفعل ما تريد وتستمتع به داخل حدود طريقك!